قصة الكولونيل ساندر
طاهٍ شاب يُصبح كولونيل دجاج كنتاكي الشّهير
ازدهرت سلسلة دجاج كنتاكي، التي اسّسها الكولونيل هارلاند ساندرز، لتُصبح واحدة من أضخم مطاعم الوجبات السّريعة في العالم، حيث تُقدّم أكثر من مليار وجبة شهيّة سنويًا في أكثر من 100 دولة. ولكن درب النجاح لم يكن سهلًا.
في العام 1896، توفي والد هارلند، ما أرغم والدته على العمل لتعيل الأسرة. وأصبح هارلاند البالغ من العمر ستّ سنوات مسؤولاً عن رعاية أشقائه الأصغر سنًا وإعداد الطّعام للأسرة. وبعد عام واحدٍ بات يُجيد طهي عدّة أطباق محليّة. وطوال السّنوات الثلاثين التي تلت، تنقّل ساندرز بين عدة وظائف منها محصّل تذاكر في التّرامواي، ومندوب مبيعات لبوالص التأمين؛ إلا أنّ مهارته في الطّهي لم تفارقه طوال هذه الفترة.
طاهٍ يُصبح كولونيل
في العام 1930، كان ساندرز البالغ آنذاك 40 عامًا يعمل في محطّة وقود في كوربين في كنتاكي، حيث بدأ يطهو للمسافرين الجياع الذين يتوقفون لتزويد سياراتهم بالوقود. لم يكن قد افتتح مطعمًا بعد، لذلك كان الزبائن يتناولون الطعام على مائدته الخاصّة في تلك المحطة المتواضعة. وابتكر عندئذٍ ما يسمى بـ"بديل الوجبة المنزليّة"، حيث كان يبيع وجبات كاملة للأسر التي لا تجد الوقت الكافي لإعداد الطّعام. وأطلق عليها اسم "وجبة عشاء يوم الأحد، على مدار الأسبوع."
ومع ازدياد شهرة ساندرز، أعطاه الحاكم روبي لافون رتبة كولونيل كنتاكي في العام 1935 تقديرًا لعطاءاته في مجال الطّبخ في الولاية. وأُدرج مطعمه خلال 4 سنوات في كتاب دنكان هاينز "مغامرات الذوّاقة".
ومع بدء توافد الناس حصريًا لتناول الطعام، انتقل إلى الجهة المقابلة من الشّارع لزيادة قدرة استيعاب الزّبائن. وأتقن على مدى العقد التّالي، مزيجه السرّي المكوّن من 11 نوعًا من الأعشاب والتوابل وتقنية الطّهي الأساسيّة التي ما زالت مُعتمدة حتّى اليوم.
وصفة الكولونيل تنتشر حول العالم
في العام 1955، وإيمانًا منه بجودة دجاجه المقلي، كرّس الكولونيل نفسه لتطوير منح حقوق الامتياز لأعماله الخاصّة بالدّجاج. وبعد أقل من 10 سنوات، بات لدى ساندرز أكثر من 600 امتياز لدجاج كنتاكي في الولايات المتّحدة وكندا. وفي العام 1964، باع حصّته في الشّركة الأميركية لقاء مليوني دولار لمجموعة من المستثمرين بمن فيهم جون براون الابن (الذي أصبح في ما بعد حاكم كنتاكي).
تحت إدارة المالكين الجُدد، شهدت شركة دجاج كنتاكي ازدهارًا سريعًا. وفي العام 1966،طُرحت للاكتتاب العام وأُدرجت في بورصة نيويورك في العام 1969 حيث استحوذت عليها في النهاية شركة بيبسي في 1986. وفي 1997، انفصلت شركة بيبسي عن مطاعم الخدمة السّريعة – بما فيها دجاج كنتاكي – وحوّلتها إلى شركة مطاعم مستقلّة وهي مطاعم تريكون العالمية. وباتت شركة المطاعم هذه (التي تُعرف حاليًّا باسم YUM! Brands, Inc.) الأكبر في العالم من حيث وحدات النّظام التي تضمّ نحو 35000 وحدة منتشرة في أكثر من 100 بلد ومنطقة في العالم.
قبل وفاته إثر إصابته بمرض اللوكيميا- سرطان الدّم- في العام 1980 عن سنّ يناهز الـ 90 عامًا، كان الكولونيل يسافر مسافة 250000 ميلًا في السّنة لزيارة مطاعم دجاج كنتاكي المنتشرة حول العالم.